بعد الزواج تحصر كل امرأة جل اهتمامها في رعاية الاولاد وتربيتهم احسن تربية،
بل تنذر نفسها وتكرس حياتها وحياة الاسرة لتحقيق هذا الهدف، لكنها تنسى، للاسف، هدفها الآخر:
زوجها! بالطبع لا تفعل ذلك عن قصد، انما ظنا منها انه مثلاها ينسى نفسه من اجل الاولاد، بعدها،
تكتشف متأخرة، انها استطاعت ان تكسب اولادها، لكنها خسرت حياتها الخاصة مع زوجها، لم تعد
تفهمهُ أو يفهمها، الفتور غزا علاقتهما والفجوة بينهما تحتاج الى ترقيع.. وتتمنى لو يعود الزمن
الى الوراء لتشكل علاقتها مع زوجها كما شكلت سلوك اولادها، لكن كيف؟
انه للاسف لم تدرك بعد اكثر النساء
ان الزوج داخل اسوار بيته طفل ايضا، يحتاج الى كل الاهتمام والرعاية من زوجته او ينتظر منها
ان تكرس حياتها من اجله من دون ان يصارحها او يطلب منها ذلك بطريقة مباشرة.
الى القول ان بعض الازواج يحتاج الرعاية احيانا اكثر من الطفل الرضيع، خاصة من الناحية النفسية
التي تتأثر سلبا وبشكل كبير عندما يشعر ان زوجته قصرت بعض الشيء في واجباتها تجاهه او انها
تتعمد اهماله لتهتم بغيره. فيرد هو عليها حينئذ «بالتكشيرة» والصمت وافتعال المشاكل لأتفه الاسباب،
وان لم تسارع الزوجة لحل هذا الامر يعم النكد بدل الحوار والفتور والقلق بدل الهناء والاستقرار.
زواجك قبل امومتك
ان بعض الزوجات ، يعتبرن ان الموضوع كله دلع بدلع وانه لا يستحق الوقوف عنده، لانها
وزوجها عاشا بداية زواج ناجحة وان الوقت لم يعد في صالحهما. وأنهما اخذا من
الحياة ما يكفي، والوقت الآن للاولاد فقط.
وهذا اعتقاد خاطيء في نظر الاختصاصية التربوية خلود علي التي تقول: «المرأة هي زوجة قبل
ان تكون اما، لذلك عليها الا تتجاهل دورها الاول في سبيل الثاني ، بل ان تبذل جهدها للقيام
بالدورين معا وعلى احسن وجه».