الى رجل حسبت نفسي وجدته

أتعرف ما هي نهاية القصة؟ أتريد أن تعرف ما ذا فعل البطل بالبطله و ماذا فعلت هي بنفسها؟
لقد إكتشفت في اخر القصة أنها كانت تعيش في وهم إخترعته هي و أكده الواقع المتجسد في الشخص الذي ظنت أنها وجدته أخيرا و ما كان الا نسخة مشوهة لحلم رسمته في خيالها و صدقته بمشاعرها. لقد إخترعت شخصا عاشت معه في احلامها و بحثت عنه في كل الوجوه المارّة امامها في الحياة، و لكنه جاءها بطريقة لم تكن تتوقعها و من طريق لو ترسمه له، و بطريقة مختلفة عمّا كانت تنتظرها. و لكنه هو؟ كل شيء فيه يقول بانه هو أسلوبه اسئلته غموضه سخريته بكائه
و ضحكه، غضبه و سعادته، ارتعاشة صوته و هو يحاول ان يسرق منها اعترافات حاولت ان تسربها له لتجيب هي عن اسئلة طالما حيرتها.
صدّقته وعند اللحظة التي أكدت فيها لنفسها بانها اخيرا كتبت قصة مختلفة عن كل القصص و اخترعت رجلا ليس له شبيه الا في الاحلام و بينما هي تقاسمه نشوة الانتصار همس في اذنها بانه ليس هو الشخص الذي حلمت به و انه شخص اخر يشبهه طالما حلم بان يكون هو بطلها و طالما تمنى ان يمتلك مراة مثلها ما كان الا شبيه رجل رسمت ملامحه في ذاتها و سارت تبحث عنه في وجوه الناس ولما وجد نفسه ماخوذا بذلك الرجل و مبهورا بتلك المراة خرج لها من بين الكلمات ليقول لها انه رجل احلامها الزائف و انه صنيعة مشاعرها الواهمة.
وقفت بين لحظتين لحظة الوهم الجميل و لحظة الحقيقة المؤلمة و سالته لماذا الان؟ لماذا اعترافك هذا بعد ان كذبتك و صدقتك في ذات الوقت؟
ردّ عليها بانه احبها و لطالما حلم بان يكون رجل احلامها الاول و لكنه لما تاكد من انها اسكنته روحها و غطته بضلوعها و غذته بنبض قلبها لم يشأ ان يعيش سعادة واهمة مستعارا في شكل شخص اخر شبيهه. اراد ان يكون هو هو نفسه بكل ما فيه من اخطاء و من حسنات و من ضعف و من قوة . هو هو نفسه الذي سكن روحها و اسكنها بين جوارحه.
سالت نفسها: اذا هو لم يكن الا وهما لم يكن الاّ اختراع مشاعر و احاسيس.
كيف ستتعامل مع هذه الجقيقة؟ هل ستعود الى وهمها و تعاود البحث عن رجل احلامها الزائف ام تسامحه و تعيش معه بين الحقيقة و الزيف؟ ام تراها تدفن الاول و الثاني لتنزل الى الواقع فتعيش يتيمة المشاعر؟
هل اعجبتك هذه القصة؟ هل اعجبتك هذه النهاية؟ ألم ترقص ألما و حزنا على هذه البطلة التي اكتشفت بان حياتها كلها وهم زائف كل الحقائق فيها تتارجح بين الحلم و الوهم…